في اغرب قضية عقوق من نوعها اصدرت محكمة جدة حكما بالسجن 5 سنوات والجلد 3 آلاف جلدة بحق شاب في الثلاثينات من عمره هدد والديه بالقتل وبفعل الفاحشة بهما بعد ان خلع ملابسه وواجههما عاريا من كل حياء ودين، كما تكررت تهديداته لاخوانه وزوجاتهم بالقتل وفعل الفاحشة. وجاء في سياق الحكم ان لا يشمله عفو الا بموافقة والده. وفي التفاصيل التي حصلت عليها «عكاظ» فقد اسفر تحقيق المدعى العام بهيئة التحقيق والادعاء عن توجيه الاتهام الى «العاق» بشرب المسكر وعقوق والديه والاعتداء على والده بالضرب وتهديده بسكين وبفعل الفاحشة واظهار عورته امامه وكذا لاخوانه وابنائهم وزوجاتهم ومحاولته الاعتداء على اخيه الاكبر بالسكين مطالبا بالحكم على المدعى عليه بحد المسكر والحكم بتعزيره لقاء عقوق الوالدين وتشديد العقوبة عليه كون ما اقدم عليه يعد فعلا محرما ومعاقبا عليه شرعا. وطلبت المحكمة من الشاب المدعى عليه الرد على الدعوى والاتهامات الموجهة اليه فأمنّ على صحة ما ذكره المدعي العام من عقوق الوالدين وتهديد أهل بيته واخوته ووالديه بالقتل وتعاطي المخدرات والمسكرات. فيما اشار المدعي «والد الشاب» امام المحكمة الى ان ابنه مغالٍ في العقوق وقال انه سبق ان دخل السجن وخرج منه في نفس الجريمة الا انه لم يرتدع فهو يشتمني ووالدته واخوانه ويهددنا بالقتل بل يضع السكين على رقابنا جميعا.. كما لا يتورع عن تهديدنا بفعل الفاحشة فينا وانه يتعاطى المسكر والمخدرات. واضاف.. تعبت من تماديه في العقوق بل انه اصبح غير مأمون على أهلي والمجتمع لذلك أطالب بسجنه الى ان يظهر صلاحه جليا ويقلع عن تعاطي المخدرات والمسكرات.
وفي رده على ما ذكر والده أجاب الشاب قائلا: ما ذكره والدي صحيح لكن ذلك يصدر مني أثناء تناولي للمسكرات والمخدرات وأنا مستعد للعلاج من كل ذلك، وعليه قررت المحكمة اجراء كشف طبي على الشاب من الناحية العقلية والنفسية ورفع تقرير بذلك غير ان التقرير الذي اصدره مستشفى الأمل بجدة بتاريخ 8/1/1427هـ وذلك بعد اجراء الكشف السريري اثبت ان الشاب لم تظهر عليه اعراض انسحابية او تسممية وجاءت نتيجة الفحص خالية من المواد الادمانية على ان يتابع بالعيادات الخارجية. عندها تقدم الأب مرة أخرى للمحكمة وقال ان ابنه عاد لممارساته السابقة من تهديد وتحرش بجميع أفراد العائلة رغم انه كما يقول الأب احسنت التعامل معه وكنت أريد ان أزوجه الا انه رفض الزواج والعلاج وعاد لسيرته القديمة في شرب المسكرات وتعاطي المخدرات. علما -يضيف والده- بانه سبق ان اقمت عليه دعوى مماثلة وتعهد حينها أمام المحكمة بعدم العودة لما بدر منه من تصرفات شائنة كما تعهد بالتوبة الى الله لكنه عاد لسيرته الاولى دون وازع من ضمير. واختتم الأب بالقول.. لا فائدة من هذا «العاق» ولذلك اطلب من المحكمة ان تصدر حكما بسجنه طويلا والا يغادر السجن اثناء محكوميته إلا بموافقتي.
الرادع الوحيد
الشاب قال في رده على ما ذكره والده.. كل ما قيل صحيح وقد بدر مني نتيجة لتعاطي المخدرات والمسكرات ولكن تبت الى الله وأرجو ان تساعدوني على التوبة لكن والده يرى غير ذلك حيث يقول لا أرى جدوى من مزاعمه وليس له رادع سوى السجن.
وبناء على دعوى المدعي العام واجابة المدعى عليه ودعوى المدعي ولما ورد في تقرير الطب الشرعي من ثبوت تعاطي المدعى عليه للمسكر والمخدرات حكمت المحكمة بجلده «80» جلدة علنا حد المسكر، كما ثبت على المدعى عليه عقوقه لوالديه وتهديده لهما ولاخوانه بالقتل والفاحشة ونظرا لسوابقه الظاهرة بالصحيفة وهي أربع في السكر أقيم الحد عليه فيها جميعا مما يدل على استهتاره وتأصل الاجرام في نفسه، لذلك حكمت المحكمة للحق العام بجلده «3» آلاف جلدة مفرقة على بدنه وعلنا ومجزأة لستين مرة بين كل مرة واخرى عشرة أيام وحكمت المحكمة للحق الخاص بسجنه خمس سنوات تبدأ من تاريخ ايقافه على ان لا يشمله عفو الا بموافقة والده وبعرض الحكم عليهم قرر المدعى عليه «الشاب» والمدعي في الحق الخاص «الاب» قناعتهما بالحكم والمدعي العام عدم المعارضة وصدر صك شرعي بذلك واجب التنفيذ.
