أحرز فريق تشيلسي الانكليزي لقب بطل دوري ابطال أوروبا لكرة القدم لأول مرة في تاريخه، بفوزه على فريق بايرن ميونيخ الألماني في عقر داره بركلات الترجيح (4-3) بعد تعادل الفريقين بهدف لكل منهما في الوقتين الأصلي والاضافي من المباراة النهائية التي جرت بينهما يوم السبت 19 مايو أيار على ملعب "أليانز أرينا" بميونيخ.
بسط الفريق البافاري سيطرته على مجريات الشوط الأول سيطرة مطلقة، حيث حاصر خصمه في منطقته على طريقة البرشا، ولكنه فشل في هز شباك التشيكي العملاق بيتر تشيك حارس مرمى تشيلسي الذي أنقذ مرماه في أكثر من مناسبة وخاصة عندما سدد الهولندي أريين روبن كرة من داخل منطقة الجزاء فتصدى لها تشيك لترتطم بالمقص وتتحول الى ضربة ركنية لم تسفر عن شيء في الدقيقة الـ 21، كما أضاع المهاجم الألماني ماريو غوميز عدة فرص أخطرها في الدقائق الأخيرة عندما تلقى كرة داخل منطقة الجزاء فتحرر من الرقابة بمهارة ولكن تسديدته اعتلت العارضة، مقابل كرة واحدة فقط للفريق اللندني سددها مهاجمه الإفواري سلمون كالو من خارج منطقة الجزاء انقض عليها الحارس مانويل نوير ببراعة. واستمر الفريق البافاري في ضغطة وكثف من هجماته، بل شدد الخناق على الفريق اللندني، حتى أن نجح لاعبه توماس موللر في فك اللغز بهدف رائع أحرزه في الدقيقة الـ 83 بعد تمريرة من الألماني تومي كروس من الجهة اليسرى الى داخل منطقة الجزاء فارتقى اليها موللر وسدد الكرة بقوة فارتطمت بالأرض ودخلت من فوق رأس العملاق تشيك في الزاوية القريبة، ولكن فرحة الفريق الألماني لم تدم طويلاً فقد سجل المهاجم الإيفواري ديديه دروغبا هدف التعادل للبلوز بعد 5 دقائق فقط برأسية قوية في أقصى الزاوية اليسرى للحارس نوير، بعد كرة نفذها الإسباني خوان ماتا من الضربة الركنية الوحيدة التي اتيحت لهم مقابل 18 ضربة ركنية نفذها الفريق البافاري لم تسفر عن شيء، لينتهي الوقت الأصلي بهدف لكل من الفريقين، ويلجأ الى شوطين إضافيين، حصل الفرنسي بلال ريبيري مهاجم فريق بايرن في بداية الشوط الأول على ضربة جزاء لفريقه بعد عرقلة من قبل دروغبا فتلقى ريبيري إصابة على إثرها وخرج من أرض الملعب، بينما أهدر زميله اريين روبن ضربة الجزاء، حيث انقض العملاق بيتر تشيك ببراعة لتسديدته القوية في الزاوية اليمنى، وفي الشوط الاضافي الثاني اتيحت فرصة ذهبية للفريق البافاري للتسجيل عندما تلقى المهاجم البديل الكرواتي ايفيتسا أوليتش كرة داخل منطقة الجزاء في الجهة اليسرى ومررها عرضية لزميله البديل الآخر المدافع دانيل فان بوتين ولكنها ذهبت بعيدة عنه بجوار القائم الأيمن، لينتهي الوقت الإضافي يالتعادل السلبي، ويلجأ الفريقان الى ضربات الترجيح التي حسمها فريق تشيلسي لصالحه بأربعة أهداف مقابل ثلاثة، بعد مباراة كانت لصالح الفريق البافاري بجميع المقاييس.
وتوج فريق تشيلسي بلقبه الأول في البطولة القارية، حيث لم يسبق له أن اعتلى منصة تتويج دوري ابطال أوروبا في تاريخه، وذلك في النهائي الثاني له بعد الأول الذي خسره أمام الفريق الانكليزي الآخر مانشستر يونايتد بركلات الترجيح في النهائي الذي أقيم عام 2008 على ملعب "لوجنيكي" في العاصمة موسكو.
وانقذ الفريق اللندني موسمه الذي كان متعثراً في الدوري المحلي، حيث احتل المركز السادس بعيداً عن مراكز الفرق المتقدمة المشاركة في هذه البطولة في الموسم المقبل، ولكنه نجح في اللتويج بلقب بطل كأس إنكلترا على حساب ليفربول، بقيادة مدربه المؤقت الإيطالي روبرتو دي ماتيو، الذي عين خلفاً للبرتغالي آندريه فياش بواش في أذار/مارس الماضي، وعلى ما يبدو سيبقى ديماتيو في منصبه بعد هذا الفوز الرائع.
في حين فشل فريق بايرن ميونيخ في استعادة ذاكرة الانتصارات على الصعيد الأوروبي، من خلال التتويج بلقب دوري الابطال الذي غاب عن خزائنه منذ احد عشر عاماً، وضمه الى ألقابه الأربعة التي فاز بها في الأعوام (1974 و 1975 و 1976 و 2001)، بالرغم من أن البطولة أقيمت على أرضه وبين جمهوره على ملعب "أليانز أرينا" بميونيخ.
كما أخفق الفريق البافاري في أن يصبح أول فريق بعد إنتر ميلان الإيطالي يحرز اللقب على ملعبه، بعد تتويج "النيراتزوري" عام 1965 على ملعب "سان سيرو" بميلانو، كما أنه فشل في الثأر من البلوز لخسارته أمامه في ربع نهائي المسابقة في موسم (2004-2005)، بنتيجة مجموع مباراتي الذهاب والإياب (5-6)، حيث خسر (2-4) ذهاباً، وفاز (3-2) إياباً.
وتذوق الفريق البافاري مرارة الهزيمة في البطولة الثالثة في هذا الموسم، بعد مرارة الهزيمة التي مني بها على الصعيد المحلي على يد بروسيا دورتموند في مسابقتي الدوري الألماني والكأس.