أسعد الجهوري الـمـديـر الـعـام
رقم العضو : 1 عدد المساهمات : 436 نقاط : 101139 تاريخ التسجيل : 17/10/2009 العمر : 33 الموقع : أمام اللابتوب
| موضوع: غزوة الخندق - شوال 5 هـ 14/9/2010, 2:25 pm | |
| غزوة الخندق - شوال 5 هـ
عقد يهود بني النضير على الانتقام من النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابهالذين أخرجوهم من ديارهم من المدينة ، وجعلوا همهم على أن يجعلوا جبهةقوية تتصدى أمام الرسول وأصحابه .
انطلق زعماء بني النضير إلى قريش يدعوهم إلى محاربة المسلمين ، فنجحوا فيعقد اتفاق بينهما . ولم يكتف بنو النضير بتلك الاتفاقية ، وإنما انطلقواأيضا إلى بني غطفان يرغبوهم في الانضمام إليهم وإلى قريش ، وأغروهم بثمارالسنة من نخيل خيبر إذا تم النصر بنجاح .
وهكذا انطلق جيش قوامه عشرة آلاف مقاتل يقودهم أبو سفيان بن حرب ، وذلك في السنة الخامسة من الهجرة من شهر شوال .
لما علم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بالأمر ، استشار أصحابه وقادتهفي الحرب ، فأشار عليه سلمان الفارسي بحفر خندق في مشارف المدينة ،فاستحسن الرسول والصحابة رأيه ، وعملوا به . كما أن يهود بني قريظة مدوالهم يد المساعدة من معاول ومكاتل بموجب العهد المكتوب بين الطرفين .
كان الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه يتفقدون سير العمل ، فوجدوا صخرةكبيرة كانت عائقا أمام سلمان الفارسي ، حيث كسرت المعاول الحديدية ، فتقدمالرسول الكريم من الصخرة وقال : " باسم الله " فضربها فتصدعت وبرقت منهابرقة مضيئة
فقال : " الله أكبر .. قصور الشام ورب الكعبة " ثم ضرب ضربة أخرى ، فبرقتثانية ، فقال : " الله أكبر .. قصور فارس ورب الكعبة " . واستطاع المسلمونإنهاء حفر الخندق بعد مدة دامت شهرا من البرد وشظف العيش .
بدت طلائع جيوش المشركين مقبلة على المدينة من جهة جبل أحد ، ولكنهمفوجئوا بوجود الخندق ، حيث أنهم ما كانوا متوقعين هذه المفاجأة .
لم يجد المشركون سبيلا للدخول إلى المدينة ، وبقوا ينتظرون أياما وليالييقابلون المسلمين من غير تحرك ، حتى جاء حيي بن أخطب الذي تسلل إلى بنيقريظة ، وأقنعهم بفسخ الاتفاقية بين بني قريظة والمسلمين ، ولما علمالرسول عليه الصلاة والسلام بالأمر أرسل بعض أصحابه ليتأكد من صحة ما قيل، فوجده صحيحا . وهكذا أحيط المسلمون بالمشركين من كل حدب وصوب ، إلا أنالرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه لم ييأسوا من روح الله ، لأنهم كانواعلى يقين بأن عين الله ترعاهم .
استطاع عكرمة بن أبي جهل وعدد من المشركين التسلل إلى داخل المدينة ، إلاأن عليا كان لهم بالمرصاد ، فقُتل من قُتل ، وهرب من هرب ، وكان من جملةالهاربين عكرمة .
وأخيرا ، جاء نصر الله للمؤمنين . فقد تفككت روابط جيش المشركين ، وانعدمتالثقة بين أطراف القبائل ، كما أرسل الله ريحا شديدة قلعت خيامهم ، وجرفتمؤنهم ، وأطفأت نيرانهم ، فدب الهلع في نفوس المشركين ، وفروا هاربين إلىمكة .
وحين أشرق الصبح ، لم يجد المسلمون أحدا من جيوش العدو الحاشدة ، فازدادواإيمانا ، وازداد توكلهم على الله الذي لا ينسى عباده المؤمنين .
وهكذا ، لم تكن غزوة الأحزاب هذه معركة ميدانية وساحة حرب فعلية ، بل كانتمعركة أعصاب وامتحان نفوس واختبار قلوب ، ولذلك أخفق المنافقون ونجحالمؤمنون في هذا الابتلاء . ونزل قول الله تعالى : (( من المؤمنين رجالصدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلواتبديلاً ليجزي الله الصادقين بصدقهم و يعذب المنافقين إن شاء أو يتوبعليهم إن الله كان غفوراً رحيماً و ردّ الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالواخيراً و كفى الله المؤمنين القتال و كان الله قوياً عزيزاً و أنزل اللهالذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم و قذف في قلوبهم الرعب فريقاًتقتلون و تأسرون فريقاً )) | |
|