تكتظ رؤوس الفتيات هذه الأيام بانتفاخات عجيبة تسمى (الباف). تضع الفتاة مشبك رأس منتفش الريش كالطاووس ليصبح حجم رأسها على الموضة كما تظن (ولو أن المعلومات الأولية لمراسل واقع دوت نت تفيد بأن الرأس الكبير من صفات المعاقين!).
لماذا تضع الفتاة البف؟في سؤال لعدد من لفتيات أجابت إحداهن بأنها لا تنقص عن الفتيات بشيء كي لا تضع الباف! وأردفت زميلتها بأن التي لا تضع الباف تعد فتاة (بيئة) ولا تساير الموضة. وفي إجابة أردت سؤالي قتيلا أجابت إحداهن بأن الرأس الكبير يلفت نظر الشباب ويغريهم!
لحظة!هل تعلم الفتاة حكم الإسلام في هذا الأمر؟
هل الموضة أحق أن نرضيها من الله؟
هل بات غرض الفتاة المسلمة أن تغري الشباب؟
هل انحصرت عقيلياتنا وعميت قلوبنا إلى هذا المتسوى من الجهل؟
من أين أتتنا هذه المصيبة؟في سؤال لعدد من الأكاديمين والمثقفين، أرجع الغالب السبب إلى غزو فكري غربي. فهل تلبس الفتاة الغربية الباف؟ هنا نستوقف لنفيق من ذاك السبات، فهم كمن يصنع لنا سم العسل! بل ويحسنون سكبه على موائدنا، والأكثر أنهم يجيدون فتح شهيتنا! فإن كان البعض يرى في الغزو الفكري سبباً؛ فلعل الجهل بالدين والبعد عن العقل أسباب. فليست الفتاة الجامعية بمنأى عما تفعل، ولسنا في مجتمعات منحصرة، وبات لكل عالمه المعرفي والبحثي بل ومسؤوليته الخاصة في التنقيب عن فواصل الأمور.
أليس هناك حل؟كثيرة هي الظاهرات التي تفشت في المجتمعات العربية، حتى باتت وساماً يأرق كل خطوة تقدم فيها. ولعل الناظر بعين الناقد يرتئي أننا بحاجة للقوة لردع لهثنا وراء جيف الغرب وقذارة ما يسمونه بالحضار والعصرية. فعلى أبسط المناويل أن تسن الجامعات قوانين تمنع دخول باحات الجامعات بهذا الباف! ولن تعلو أصوات أولئك الذين ينادون بالحرية، فنحن لا نتكلم عن مسألة رأي وذوق بل مسألة فيها نص قاطع.
هل الإسلام ضد التحضر والعصرية؟لم يكن الإسلام للحظة واحد رافضا للتقدم والتحضر في كافة مناطاته، لكن الميزان في هذه الأمور يرجع للعقيدة. فما وافق عقيدتنا أخذنا به وما خالفها تجنبناه. وحري وأولى بنا أن نغار على بلادنا من تقدم علمي ومن تطور أخلاقي، حيث يطبق الإسلام في غير بلاد المسلمين، بدلا من اللهث وراء ما لا يسمن ولا يغني من جوع. أما البف فلقد ورد في أمره عن النبي صلى الله عليه وسلم: "صنفان من أهل النار لم أرهما رجال بأيديهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها" رواه مسلم".
ماذا أفعل أنا؟الإيمان الأولي في كل مشكلة متفشية وبضرورة الخروج منها هو الأصل، ولكل إنسان سبيل يسلكه. فعلى سبيل المثال لا الحصر، يمكن لطلبة الجامعة الواعين أن يشنوا حملة يطالبوا الإدارة بسن قانون يمنع هذه الظاهرة. أنت كأب امنع ابنتك وزوجتك. وأنت كمدرس انصح طالباتك، وأنت كمصمم شارك بريشتك وأنت ككاتب حارب بقلمك، ولا تظنن يوماً أن التغير أمر ستدركه وأنت تضع قدماً على قدم ترشف فنجان قهوتك الصباحي، وارسم نصب عينيك هدفاً تبتغيه لتضع بصمتك في الحياة ولو في أبسط الأمور. وصدق من قال يد واحدة لا تصفق وسيف واحد لا يقتل أمة، وإني أرى رؤوسًا قد طالت وحان قصاصها..